منقووووووووووووووووول
بينما كنت أتجول في أخر أيام رمضان المبارك في القاهرة التي هي المدينة التي لا أمل من زيارتها فشعرت في ذلك اليوم بتعب أنهك جسدي فعدت أدراجي إلى الفندق وغلبني النعاس فنمت ورأيت مناماً أزعجني حيث أني أرى أحد أضراسي يسقط ويخرج منه الدم فإستيقظت وأنا أشعر بالضيق وكانت معي إمراءة كبيرة في السن مطلعه على تفسير الأحلام فأخبرتها عن منامي فإذا بملامح وجهها تتغير وقالت:خير إن شاء الله والدم يفسد الحلم
لكن هذا المنام لم يغب عن بالي إلى اليوم رغم مرور أربع سنوات وبت أخاف من أي حلم يأتيني لأنني لا أحلم دائماً إلا إذا كان سيحصل شي فإتصلت بأهلي لأهنئهم عليهم بمناسبة عيد الفطر وإذا بهم لا أحد يرد علي فإنتابني الخوف وتذكرت الحلم واتصلت بصديقتي أريدها أن تطمئنني على أهلي
فقالت :لا تقلقي بالأمس تحدثت مع شقيقتك إنهم بخير
لكن كان هناك شيْ بداخلي يخبرني أن أمراً ما قد حدث..فذهبت كالعادة أتسوق وأتجول في القاهرة إلى أن اتصل بي أخي في أول أيام العيد يهنئني فسألته :أين ماما وبابا لا أحد يجيب على هاتفه؟
قال:إنهم جميعا مجتمعون في بيت ليلى إبنة عمتي لعلهم لم يسمعوا هواتفهم وبعد أن أنهيت المكالمة تذكرت أن أول يوم من العيد نكون مجتمعين في بيت عمتي وليس بيت إبنتها المهم أنني عدت من القاهرة إلى مدينة جدة فحدثتني أختي وأخبرتني بأمراً لم اصدقها به ولكن لم أنم في ذلك اليوم إلى أن رجعت إلى المدينة المنورة وهناك أجد الجميع في بيت ليلى إبنة عمتي وذهبت و أنا غير مصدقة فإذا بإبنتها تولين من عمري تقريباً تسألني أرأيت ماحدث لأحمد؟و أحمد هذا طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره قصير القامة أسمر اللون بريئ الملامح كل من عرفه يحبه خفيف الظل في يوم التاسع والعشرين من رمضان جأت والدته من السوق تطلب منه أن يقيس ثوب العيد الذي إشترته له ليرتديه أول أيام العيد وكان دائماً يسأل والدته..
ماما كيف هو الله؟
ليلى: يا حبيبي لا يجوز أن تسأل مثل هذا السؤال فكلنا لا نعرف كيف هو الله.
أحمد:أتمنى أن أرى الله
ليلى:بالجنة إن شاء الله بعد أن تصبح رجل عجوز وتنتقل إلى رحمة الله ستراه بالجنة
أحمد: وهل سأنتظر كل هذه السنين لأرى الله أتمنى أن أراه الآن
فإذا بأمه تبكي أطال الله بعمرك يابني
وفي ليلة العيد وهو سعيد بثوبه الجديد ويتجول مع أبناء خالته في أرجاء المنزل فرحين بملابس العيد طلبت ليلى من إبنها الكبير أن يذهب ويحضر لهم الخبز قبل أن تقفل المخابز فإذا به يقول :إني متعب يا أمي فعرض أحمد على والدته أن يذهب هو ليشتري الخبز من المخبز الذي أمام منزلهم فقالت:حسنا ولكن بدل ثيابك
قال: أريد أن أذهب بها أرجوكِ يا أمي . فوافقت فذهب أحمد إلى المخبز ولم يجد الخبز فقرر أن يرضي أمه بأي شكل كان فمشى إلى الشارع العام في (الدائري الثاني) ليصل إلى المخبز الأخر وما أن تقدم خطوتين ويأتي ذلك المتهور الذي أبعده بضع كيلو مترات أدت بحياته وبتجمع الناس حول الطفل كان إبن خالته معهم فصعق حينما رأه وظل يصرخ أحمد أحمد لكن أحمد لم يجيب وهكذا ذهب أحمد ليرى الله بثوب العيد الجديد وحينما علمت والدته بما جرى تجمدت بمكانها ولم تبكي ولم تصرخ ولم تذرف دمعة واحدة بل مذهولة غير مصدقة تتذكر كلام أحمد لها أتمنى أن أرى الله الآن.. جأتها أختها تصرخ بها: ليلى أحمد مات ابكي اصرخي لا تصمتي ابنك مات الذي حملته تسعة أشهر وربيته عشر سنين مات أحمد مات ابكي لماذا لا تتحركي وجاء والدي إليها يقرأ عليها القران يحدثها يحاول تهدئتها فقد كان بمثابة والدها فبكت في حضن خالها غير مصدقة لكنها تبكي بصمت دموع فقط دون أي صوت.. ووالده الذي شعر بالقهر من ذلك الشخص الذي لم تهمه حياة الناس بل دخل السجن لدقائق وخرج بالواسطة التي قتلت كثيرين رغم أن والده تنازل عن كل كل شي حتى عن الدية فلن يعوضه شيء فقدان ابنه لكن أراد أن يمكث الجاني بالسجن لو لعدة أيام حتى يتعلم درساً لكن حسبي الله على الواسطة التي أرخصت كل شي حتى أرواح البشر وهكذا ذهب أحمد لرؤية الله بثوب العيد وكان هذا هو تفسير حلمي بأن ضرسي سقط.