التألق الذي أظهره قائد الاخضر محمد نور في مباراة ايران في مستهل مباريات الدور الثاني من التصفيات الاسيوية الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا والتي حسمها الاخضر لصالحه 2-1 وهي النتيجة التي جددت حظوظ الاخضر في التأهل لمونديال كأس العالم 2010 كانت بمثابة التأكيد والمصادقة لكل من طالب بضرورة عودة نور مجددا لصفوف الاخضر وان مطالبتهم كانت في محلها بعد ان تجاوز نور الاختيار في بداية التصفيات وفي مشاركات سابقة للاخضر.
وتألق نور في مباراة ايران ليس بمستغرب على لاعب في حجم نور الذي عرف عنه الاداء الراقي والمستوى الرفيع. محمد نور الذي يعتبر من ابرز اللاعبين ليس على مستوى المملكة والخليج فحسب بل على مستوى الوطن العربي والقارة الاسيوية له قصة من الكفاح حتى وصل لهذه الدرجة من النجومية (الميدان) سلط الضوء على نور الذي انطلق من مكة المكرمة وبرز مع المنتخب وفريق الاتحاد طرقنا ابواب حارته الشعبية العتيقة «الطندباوي» والتقينا مع بعض اشقائه وأهل حارته من أجل أن نوفي هذا النجم الكبير حقه وخرجنا بالتالي:
«المولد والنشأة»
ولد النجم محمد نور في احد الاحياء الشعبية العتيقة بمكة المكرمة (حي الطندباوي) الذي يقع خلف حي الحضائر ويمتد الى شارع جرهم في عام 1978م، ونشأ نور وترعرع في هذا الحي الشعبي القديم الذي لا تزيد المسافة بينه وبين المسجد الحرام عن كيلو متر ولنور عدد من الاشقاء ومنهم آدم الذي كان ذات يوم حامي عرين الفريق الاتحادي وهو يكبره سنا وكذلك عبدالقادر وسلطان الذي كان يلعب للاتحاد وياسر وآخرون.
«عشق المستديرة»
منذ ان كان صغيرا كان عشق المستديرة يغوص في اعماق نور وهذا العشق كان يقاسمه فيه ابناء الحي الذي يقطنه نور والذي كان مع ابناء الحي يمارس اللعب في الازقة الضيقة حسب ما اكده لنا البعض ممن التقيا بهم في حي الطندباوي حيث مسقط رأس نور ونشأته.
وبعد ان اجتاز الثانية عشرة من عمره التحق بفريق «الافراح» احد اشهر فرق احياء مكة المكرمة والفريق الابرز بحي الطندباوي والذي كان يلعب له العديد من اشقائه.. وقد اكتشف موهبة نور الكروية شخص من ابناء الحي اشتهر في وسط الحي بلقب (العنيد) وكان يتولى تدريب فريق الافراح وحاليا هو ضمن الكادر التدريبي لاكاديمية نور التي انشأها اللاعب محمد نور لخدمة ابناء حي الطندباوي والاحياء المحيطة بشكل خاص وابناء مكة المكرمة بصفة عامة. واكاديمية نور تقع في الشارع الرئيسي لحي المنصور الذي يتبعه حي الطندباوي على يمين الذاهب لشارع ام القرى. و(العنيد) مكتشف نور كان قد تنبأ بموهبة نور الكروية منذ ان كان شبلا وهو ما اكدته الايام بالفعل من خلال ما يتمتع به محمد نور حاليا من نجومية غير عادية.
«تضارب الانباء»
ياسر نور شقيق اللاعب محمد نور وضع حدا لتضارب الانباء التي تشير الى ان شقيقه محمد نور كان قد التحق في بدايته بالوحدة او الانباء الاخرى التي تشير بانه كان يلعب لحراء حيث أكد ياسر نور أن شقيقه لم يلعب لأي من الناديين وان الاتحاد الذي يلعب له شقيقه نور هو اول ناد يسجل له.
ونور جاء تفضيله اللعب للاتحاد بحكم ان شقيقه الاكبر (آدم نور) كان يلعب في الاتحاد كحارس مرمى. ونور في بداية التحاقه بالاتحاد لعب لفريق درجة الشباب وفي زمن قياسي صعد للفريق الاول لان الموهبة الكروية التي يتمتع بها فرضت نفسها واهلته للعب للفريق الاول وهو في السابعة عشرة من عمره.
«كفاح نور»
النجم محمد نور في بداية التحاقه بالاتحاد كافح كثيرا وذلك بسبب بعد المسافة ما بين مكة المكرمة حيث مقر سكنه وجدة حيث مقر نادي الاتحاد فنور كان آنذاك يعتمد في تنقلاته على سيارات الاجرة من مكة المكرمة عند الذهاب والعكس عند العودة وذلك لعدم امتلاكه سيارة في ذلك الوقت وهذا الكفاح من قبل نور النابع من عشقه للمستديرة جنى اللاعب ثماره من خلال ما وصل اليه من نجومية وشهرة واسعة ولن نكون مبالغين لو قلنا ان نور هو اللاعب الاشهر على الاطلاق من بين النجوم الاخرين في الوقت الراهن والكثير من المواقف كشفت عما يتمتع به نور من شهرة و جماهيرية عريضة والعارض الصحي الذي تعرض له نور ليس ببعيد حيث نور عندما تعرض للعارض الصحي الذي ادخل على اثره المستشفى اضطر القائمون على المستشفى الذي كان يرقد به نور الى تبديل مكان غرفته بجناح اكبر نظرا لعدم استيعاب المكان الاول للاعداد الهائلة من الجماهير والمحبين الذين كانوا يتوافدون بشكل مستمر على المستشفى من اجل الاطمئنان على سلامته من جهة واخذ الصور التذكارية معه.
اللاعب نور الذي يطلق عليه ابناء حارته لقب (الكابتن) كل من التقينا به من ابناء حارة (الطندباوي) حيث يتواجد منزل اسرته اجمعوا على ان الكابتن نور حسن السيرة ونقي السريرة واشادوا باخلاقه ومثاليته وامتدحوا تعامله ونوهوا بمواقفه الانسانية في تفريج كربة المحتاجين وماله من اياد بيضاء على الفقراء لافتين الى ان حي (الطندباوي) دائما ما يعيش الافراح بسبب بطولات الاتحاد الذي يلعب له نور حيث اشاروا الى انه عندما يحقق الاتحاد اي بطولة فإن الحي يكتسي بألوان الفرح البهيج ابتهاجا بالبطولة التي حققها النادي الذي يلعب له ابن حارتهم والذي يحسب له اشهار اسم حارتهم نظير تألقه وقيادة الاتحاد لتحقيق العديد من البطولات.
«حكاية الفيتو»
لقب (الفيتو) الذي اشتهر به نور مع فريق حارته (الافراح) اكد عدد من ابناء حي الطندباوي انه لم يأت من فراغ حيث اشاروا بان نور كان يرفع هذا الشعار عند تقدم الفريق المنافس وذلك اعتراضا على الخسارة التي لا يقبل بها وبعد ذلك يأتي الرد على تقدم المنافس باحراز هدف التعادل على اقل تقدير ومن هنا جاء لقب (الفيتو) الذي اشتهر به نور مع فريق الافراح والذي اعقبه القاب عديدة بعد انتقاله للاتحاد وتألقه معه بشكل غير عادي.
«نور الاب»
كان نور قد ودع العزوبية قبل 6 سنوات تقريبا وحاليا هو اب لاثنين من البنات الكبرى تدعى نوران و بعد ان ودع العزوبية انتقل لمنزله الجديد الذي يقع في احد ارقى مخططات مكة المكرمة (مخطط السبهاني) ونور في اكثر من مرة استضاف زملاءه لاعبي الاتحاد في منزله الكائن بمخطط السبهاني لاسيما في المباريات التي يحضر فيها الاتحاد الى مكة المكرمة لملاقاة رفيق الدرب والتاريخ الوحدة ونور يحرص بشكل دائم على التواجد بمنزل اسرته بحي الطندباوي مسقط رأسه والمكان الذي ترعرع فيه.
«ابن مكة الاقرب»
رغم تعدد الالقاب للاعب نور الا ان لقب (ابن مكة) يعتبر اللقب الاقرب الى قلبه وكثيرا ما يفضل ان ينادى بهذا اللقب الذي يعجبه وتروق له نفسه كثيرا عن سائر الالقاب الاخرى بما فيها اللقب الذي اطلق عليه لاول مرة (الفيتو).
«صدى التألق»
تألق نور مع الاخضر في مباراته امام ايران خلف صدى واسعا لدى اشقاء نور بشكل خاص ولدى ابناء حي الطندباوي بصفة عامة حيث ان الشقيق الاكبر لنور (آدم) اشاد بهذا التألق ووصفه بالتألق الكبير وغير المستغرب على شقيقه الذي عرف بوهجه الدائم وحضوره الفعال اما شقيقه (ياسر) فاكد انه سعيد بما قدمه شقيقه (محمد نور) امام ايران وتمنى ان يتواصل تألق نور مع الاخضر في مباراة اليوم امام الامارات اما ابناء حي الطندباوي فأكد العديد منهم ان نور تجلى روعة في الظهور امام ايران وتمنوا ان يحالف الاخضر في مبارياته القادمة ويحقق الهدف المنشود المتمثل في التاهل لمونديال كأس العالم 2010.