كيف كتب لهذا اللاعب الذي نسق في مرحلة الناشئين بالنادي الاهلي ان يطفو على السطح مجددا ويعيد صياغة موهبته مع الجار اللدود والغريم التقليدي ( الاتحاد). فلم يتخيل احد في يوم من الايام ولا الاهلاويون انفسهم انهم سيعضون اصابع الندم على التفريط في مثل هذ الموهبة بكل سهولة والذي جاء مع شقيقه ابراهيم هزاي والذي جلب هو الاخر الى صفوف المنتخب السعودي، انه نايف هزازي مهاجم سعودي من طراز رفيع, تذكرنا أهدافه الرأسية بارتقاءات الكابتن ماجد عبدالله (الأسطورة السعودية), رغم أن الصقر نايف لا يحبذ تشبيهه بالكابتن ماجد, لأنه يدرك تماما أن لماجد عبدالله أسلوبه الخاص الذى يميزه ولأنه يثق بإمكانياته التى تؤهله بأن يكون متميزا بطريقته الخاصة وبرغم النجومية التي يتمتع بها الا انه يدرك أن الطريق لا زال طويلا ويحتاج لتجاوزه الكثير من التدريب وعدم الاستسلام أمام الكرة.
لم يكن نايف متشابها مع أقرانه, عندما كان في الـ13 من عمره عندما حاول الالتحاق ببراعم النادي الأهلي حيث انه يأتى من عائلة أهلاوية ذلك غير أن أخاه الأكبر إبراهيم هزازي يلعب حاليا كمدافع للنادي الأهلي, لكنه واجه سياسة التطفيش واللامبالاة من المسؤولين في النادي الأهلي فراح يبكي من الحرقة لإهماله. وعندما علم أخوه الأكبر محمد هزازي اصطحبه إلى نادي الاتحاد الغريم التقليدي للأهلي وسجله ضمن براعم نادي الاتحاد بعد أن اقتنع به المدرب الإيطالي دوتسينا ومكث هناك بعد أن أثبت جدارته إلى أن تدرج من البراعم إلى الناشئين إلى الشباب وصولا إلى الفريق الأول بعد أن ضمه المدرب البلجيكي ديمتري لكن المدرب الأرجنتيني جابريال كالديرون هو اول من منحه الفرصة الحقيقية للمشاركة مع الفريق الأول كأساسي.
وأخذ يثبت صحة قرار المدرب كالديرون بإشراكه كأساسي بإحرازه 8 أهداف في الدوري السعودي للمحترفين 08\09 حتى هذه اللحظة.
ويحظى هزازي المولود بجدة في 11 يناير 1989، بشعبية جماهيرية جارفة في الأوساط الاتحادية، التي بدأت من الموسم الكروي الحالي تتغنى باسمه كثيراً في المدرجات وتتفاءل بوجوده في كتيبة «العميد»، وتطلق عليه الألقاب الجميلة مثل «الصقر، البرج العالي، المدمرة 9» وغيرها من الألقاب التي يفتخر بها اللاعب، وهو أحد أبرز وأميز الاكتشافات الرائعة التي قدمتها القطاعات السنية في المنتخبات السعودية في الأعوام الأخيرة، وصقل موهبته مدرب الاتحاد الأرجنتيني جابريل كالديرون في الموسم الرياضي الحالي، فأصبح أحد أهم الهدافين الشبان الذين ينتظرهم مستقبل باهر في الفترات المقبلة.
كما يحسب للارجنتيني كالديرون الدفع بهزازي كمهاجم اساسي رغم صغر سنه بالرغم من وجود الهداف المصري الدولي عماد متعب والمغربي هشام بو شروان.
واظهر للجميع انه يتمتع ببنية جسدية قوية وامكانات فنية هائلة تؤهله للعب كأساسي في صفوف الاتحاد وبالفعل استطاع ان يكون له موطن قدم بين هؤلاء العمالقة بفضل موهبته الكروية التي تمتع بها.
وبدأت قصة نايف هزازي مع المنتخب السعودي عن طريق الاخضر الاولمبي بعدما شارك كأساسي مع فريق درجة الشباب بنادي الاتحاد الا انه لم يأخذ فرصته الكاملة للبروز بشكل مميز حيث انه لم يشارك كاساسي.
ويحسب للمدرب المحلي ناصر الجوهر ضمه لصفوف المنتخب الاول وكما يقولون رب ضارة نافعة حيث شاءت الاقدار ان تصب الاصابات والغيابات التي كان يعاني منها المنتخب السعودي في بداية التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 في صالح هزازي حيث حجز مكانه مع المنتخب الاول في اول ظهور رسمي له امام كوريا الجنوبية بالرياض ضمن الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثانية والتي خسرها المنتخب السعودي بهدفين نظيفين وهو اللقاء الذي شهد جدلا تحكيميا بعد عدم احتساب ركلة جزاء واضحة لصالح هزازي ولم يكتف الحكم بذلك بل قام بطرده بالبطاقة الصفراء الثانية بحجة محاولة خداع الحكم داخل منطقة الجزاء وهو ما دعا المسئولين السعوديين لفتح النار على ملف التحكيم الاسيوي بعد صمت طويل، وبرغم خسارة الاخضر وتعرض هزازي للطرد الا ان هذه المباراة اظهرت جليا امكانات هذا اللاعب وقدراته الملفتة للنظر.
وجاءت مباراة ايران في طهران ضمن الجولة الخامسة ومع المدرب الجديد البرتغالي خوزيه بسيرو والذي اعطاه فرصة اللعب اساسيا منذ بداية اللقاء ولم يخب هزازي ظن مدربه الذي منحه الثقة كاملة وابلى بلاء حسنا نال استحسان الجمهور والنقاد وسجل هدف التعادل لمنتخب بلاده قبل ان يسجل اسامه المولد هدف التفوق.
من بعدها ارتفعت اسهم هذا اللاعب لدى الجماهير لا سيما وانه برز وسط غيابات واصابات في صفوف الاخضر واستطاع ان يسد الفراغ الذي خلفته تلك الغيابات.
وجاءت مباراة الامارات في الجولة السادسة لمنافسات المجموهة الثانية لتقطع الشك باليقين حول ما يتمتع به هذا اللاعب من موهبة حقيقية حيث تسبب في بداية مفرحة لفريقه عندما تسبب في ركلة جزاء سجل منها عبده عطيف الهدف الاول للاخضر واتت الدقائق الاخيرة وقبل ان تلفظ المباراة انفاسها الاخيرة رفض هزازي ان تنتهي المباراة بالتعادل الايجابي بهدفين لمثلهما حيث نفض عنه الغبار وسجل الهدف الثالث برأسية جميلة واهدى منتخب بلاده ثلاث نقاط ثمينة ليكمل مشواره نحو التأهل الخامس لكأس العالم.
هزازي بتألقه المتوالي سيكون مرشحا للكثير من الألقاب حيث يعد من أصغر اللاعبين الآسيويين في تصفيات المونديال ومهاجما في فريقه الاتحاد الذي يشارك في دوري أبطال آسيا فهو مرشح لنيل جائزة أفضل لاعب صاعد في قارة آسيا 2009، وكذلك فسيكون هزازي من أصغر اللاعبين المشاركين في المونديال القادم إذا ما نجح المنتخب السعودي في التأهل كونه هدافا ولاعبا خطيرا أمام المرمى. كما لا يستبعد أن ينجح في التسجيل في المونديال لينضم بذلك لقائمة أصغر اللاعبين المشاركين والمسجلين في المونديال.
ويرى المحللون والنقاد ان خطورة هزازي تكمن في قوة ضرباته الرأسية مثل الهدف الاعجوبة الذي احرزه مع فريقه الاتحاد في مرمى الشباب في الدور الثاني بدوري المحترفين السعودي باستاد الملك فهد الدولي عندما انتهت المباراة برباعية نظيفة لصالح فريقه.ويري الجمهور السعودي بكافة فئاته ان نايف هزازي هو خليفة الاسطورة ماجد عبدالله في الضربات الرأسية ومنذ اعتــزال ماجد عبـد الله لم يقنع أي لاعب سعـــودي الجـماهير بالضـربات الرأســية سوى نايف هزازي.
وابقت اهداف هزازي الحاسمة على حظوظ المنتخب السعودي في التأهل قوية وممكنة أكثر من أي وقت مضى بعد التعثر المتتالي في الدور الأول من التصفيات النهائية، وساهم نايف هزازي بهدف التعادل في مرمى إيران في اقتراب هذا التأهل وتسهيل المهمة التي كانت عسيرة بعد وصل رصيد الاخضر الى 10 نقاط احتل بها المركز الثالث في المجموعة.
منقول
الجمعة أبريل 03, 2009 3:19 am