دفع مدرب المنتخب السعودي الأول، البرتغالي خوزيه بيسيرو بكامل العناصر المنضمة لمعسكر المنتخب في مباراته الودية التي خاضها أمس أمام نظيره العراقي في إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، وانتهت بتعادل سلبي، وذلك ليختبر قدرات الجميع ويمنحهم فرصة اللعب قبل الاستقرار على التشكيل الأساسي الذي سيواجه فيه نظيره الإيراني في أرض هذا الأخير في 28 مارس الجاري ومن بعدها مع الإمارات في 1 أبريل المقبل، ضمن تصفيات المجموعة الآسيوية الثانية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة التي ستقام في جنوب أفريقيا 2010.
وجاءت المباراة متوسطة في مستواها الفني، افتقرت للمحات الفنية المؤثرة ربما باستثناء كرة فيصل السلطان التي ضربت العارضة، وقذيفة نايف هزازي التي أبعدها الحارس العراقي بصعوبة في وقت متأخر من المباراة.
وساهمت كثرة التبديلات التي أجراها بيسيرو في عدم منح الأخضر فرصة الانسجام وتقديم كل ما لديه، حيث افتقدت محاولات لاعبيه للتناغم الذي كان من الممكن أن يجعلها أكثر خطورة وأشد تهديداً للمرمى العراقي.
وبدأ الشوط الأول للمباراة سريعاً من الجانبين، مع أفضلية عراقية نسبية أوصلت العراقيين مبكراً قرب مرمى وليد عبدالله لكن دفاعه تكفل في الوقت المناسب بإبعاد الكرة عن المنطقة.
وبعد ربع ساعة جاء دون المستوى بالنسبة للأخضر بدأ لاعبوه الامتداد نحو مرمى خصمهم، وحصل أحمد الفريدي على خطأ قريب من منطقة الجزاء العراقية نفذه مناف أبو شقير وتحول إلى ضربة ركينة عقب اصطدام الكرة بمدافع عراقي.
وبدأ لاعبو الأخضر ينسجون هجمات ملعوبة أكثر دقة وخطورة، وكادوا يهزون شباك ضيفهم في الدقيقة 20 حينما اخترق محمد نور ناحية اليمين ومرر كرة عرضية تابعها ناصر الشمراني المندفع خلفها بقدمه اليسرى لتمر قريباً جداً من القائم الأيمن للمرمى العراقي.
ودانت الأفضلية التامة للأخضر الذي أثبت حضوره بشكل واضح، وكاد فيصل السلطان الذي اشترك بديلاً لناصر الشمراني أن يعلن تقدم الأخضر بعد كرة ثابتة أطلقها أبو شقير وارتدت من الدفاع العراقي ليتابعها السلطان من داخل منطقة الجزاء قوية انفجرت في العارضة العراقية.
ومال اللعب قليلاًَ للعشوائية، وحامت الكرة كثيراً منتصف الميدان على الرغم من المحاولات الجادة التي قدمها نور حيث حرص على إرسال الكرات خلف المدافعين العراقيين، إلا أن زملاءه المهاجمين لم يحسنوا استثمارها كما يجب.
وأجرى بيسيرو جملة من التغييرات في كافة خطوط الفريق، وأثمرت عن زيادة سرعة أداء لاعبي الأخضر الذين سيطروا على كامل الملعب، ورسموا أكثر من جملة فنية عبر تبادل الكرات وحرمان الخصم العراقي من الوصول لها.
وأجرى بيسيرو نحو 15 تغييراً في صفوف المنتخب، لكن كثرة التغيرات حرمت اللاعبين من إيجاد فرص حقيقية للتهديف على الرغم من أفضليتهم الميدانية التي أجبرت العراقيين على الانكماش في ملعبهم، والتركيز على الهجوم المرتد الذي لم يخل من الخطورة التي تعرض لها أكثر من مرة مرمى الحارس منصور النجعي.
وتحسن الأداء العراقي في ربع الساعة الأخير، وفرض العراقيون هيمنتهم، لكنهم بقوا على الدوام تحت ضغط الدفاع والرقابة السعودية.
وكان مهاجم المنتخب نايف هزازي قريباً من التسجيل مرتين في الشباك العراقية في الدقائق الأخيرة من المواجهة، حيث سدد أولاً بيسراه كرة قوية صدها الحارس العراقي محمد قاصد، وواجه الحارس في الثانية لكن الدفاع العراقي نجح في تحويلها إلى ركنية.
وأكد مدرب المنتخب بيسيرو أنه حاول تحقيق هدفين من مباراته أمس هما إعداد المنتخب لمباراته المقبلة أمام إيران وتحقيق الفوز في مباراة أمس، وقال "استطعنا تحقيق الهدف الأول بإعداد اللاعبين والوقوف على مستوياتهم بينما لم نتمكن من الفوز على العراق وهذا ليس مشكلة.
وبرر بيسيرو تغييراته الكثيرة والتي وصلت إلى الـ 15 تغييراً بأنه كان يسعى لمشاهدة اللاعبين بمستوياتهم الحقيقية. مضيفاً "أنا راض عن المستويات التي قدمها اللاعبون".
منقول